لماذا التعذيب والجهر به؟
أنصار التربية بالتعذيب موجودون حولنا ولا نراهم أو نغض البصر عنهم، آملين في جو مثالي يخلو من العنف والسيطرة، هذا ما تؤكده دكتورة نورا سمير، اختصاصية تعديل السلوك، مشيرة إلى عدة أسباب لعودة انتشار مؤيدي التربية التقليدية منها:
1- الدعوة لاتباع التربية الحديثة ومناقشتها من كافة جوانبها تفصيليا وباستمرار وفي كل مناسبة، جعلها تتراجع باعتبارها موضة ظهرت منذ سنوات قليلة.
2- عدم ظهور نتائج سريعة للتربية الحديثة، جعلت البعض ينصرف عنها بعد اتباعها فترة قصيرة.
3- اضطرار بعض الآباء الذين يتبعون التربية الحديثة للجوء أحيانا إلى الصراخ أو الضرب وما يتبعه من نتائج سريعة، مثل التوقف عن ارتكاب خطأ ما، جعل البعض يعتقد أن الضرب يكون فعالا أحيانا.
4- مقارنة الآباء أنفسهم بالأطفال، واعتقادهم أنه بسبب استخدام العنف معهم عندما كانوا أطفالا أسهم في تفوقهم دراسيا وتحملهم المسؤولية ونجاحهم واحترامهم الآخرين، في حين أن أسلوب النقاش جاء مع أطفالهم بنتائج عكسية.
5- الخوف من الانفتاح في وجود التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، جعل الآباء يبحثون عن سبل لإحكام السيطرة على الأبناء.
6- أنصار التربية التقليدية، موجودون في المجتمع وبصورة كبيرة ولم تتغير طرق تفكيرهم التي نشأوا عليها، وعند مصادفة أي خلل وارد في تربية طفل بأسلوب حديث، يعتقدون أن طريقتهم هي الأمثل، فيعمدون إلى الظهور والدعوة لأفكارهم في مواجهة ما يرونه "انحلالا".
اعتماد النقاش أسلوبا لتربية الطفل
تعتقد نورا أن الجدل أمر صحي، مؤكدة أن "التوعية المستمرة تأخذ وقتا كبيرا لإحداث التغيير، لكن نتائجها مضمونة، ويجب أن يحدث ذلك من خلال القنوات العامة، مثل ما يحدث مع حملات الصحة الإنجابية أو التدخين".
وترى اختصاصية تعديل السلوك أنه لا بد أن تحدث حملات مستمرة لسنوات من خلال التليفزيون، الراديو، الندوات، المراكز الصحية، عن التربية الحديثة والأسلوب الأمثل للتعامل مع الطفل، والتأثير النفسي والاجتماعي السيء للعنف، في مقابل التفوق والتأثير الإيجابي عند اعتماد النقاش والتعامل الآدمي أسلوبا وحيدا لتربية الطفل وتنشئته بشكل سوي".
(الجزيرة)
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات