| 08 تموز 2024 | 1 محرم 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

ماكرون يقرر رفع كل القيود عن الأرشيف المتعلق بالإبادة الجماعية برواندا

  2019/04/06   17:59
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

تعهَّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتسليط ضوءٍ غير مسبوق على دور فرنسا الغامض في الإبادة الجماعية برواندا، من خلال رفع كافة القيود عن وثائق أرشيف الدولة بعد 25 عاماً من بدء المذبحة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية.

جاءت بادرة ماكرون، أمس الجمعة 5 أبريل/نيسان 2019، بعد ربع قرن من العلاقات المتوترة على خلفية الموقف الفرنسي قبل وأثناء الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994، التي أسفرت عن مقتل 800 ألف شخص من عرقيّتي التوتسي والهوتو المعتدلين، ضُرِب الكثيرون منهم بالمناجل حتى الموت.

واتهمت رواندا فرنسا بدعم قوات الهوتو العِرقية، التي وقفت خلف معظم عمليات القتل، واتهمتها كذلك بتسهيل هروب بعض الجناة، لكنَّ باريس رفضت تلك الادعاءات طويلاً.

فرنسا شكَّلت لجنة من مؤرخين وباحثين لمراجعة الأرشيف السري

وقالت الرئاسة الفرنسية إنَّ لجنة مُؤلَّفة من 8 مؤرخين وباحثين «ستُكلَّف بمراجعة كل وثائق الأرشيف الفرنسي المرتبطة بالإبادة الجماعية… بهدف تحليل دور ومشاركة فرنسا في تلك الفترة».

وسيتمكَّن الفريق من الوصول إلى وثائق سرية من وزارتي الدفاع والخارجية، وكذلك من المديرية العامة للأمن الخارجي، التي تُمثِّل جهاز الاستخبارات الخارجي الفرنسي، إلى جانب أرشيف الرئيس الفرنسي في تلك الفترة فرانسوا ميتران، بحسب بعض التقارير.

تعد هذه الخطوة سابقة من الرئيس الفرنسي

وصدر إعلان، أمس الجمعة، مباشرةً بعد لقاء ماكرون مع جمعية «إيبوكا» للناجين من الإبادة الجماعية، وهي سابقة أخرى أولى من نوعها لرئيسٍ فرنسي.

ولاقى الرئيس المنتمي لتيار الوسط السياسي والبالغ من العمر 41 عاماً استحساناً بين القادة الأفارقة، لتجنُّبه تقاليد التدخُّل الفرنسية طويلة الأمد في القارة، ضمن السياسة المعروفة باسم «FranceAfrique» (إفريقيا الفرنسية). وقال الرئيس الرواندي بول كاغامي أثناء زيارة إلى باريس، العام الماضي: «هذا يُحدِث تغييراً عن مواقف الماضي النيوكولونيالية (الاستعمارية الجديدة)».

وجاءت الخطوة بعد 6 أشهر فقط من فتح ماكرون الأرشيف المتعلِّق بصفحة أخرى غامضة من التاريخ الفرنسي، ترتبط بحرب استقلال الجزائر، المستعمرة الفرنسية السابقة، بين عامي 1954 و1962.

ماكرون لم يشارك في إحياء ذكرى الإبادة فوُجِّهت له انتقادات بسبب ذلك

وقد يُخفِّف هذا الإعلان بعض الإحباط الناتج عن عدم مشاركة ماكرون في إحياء ذكرى الإبادة خلال عطلة نهاية الأسبوع في رواندا، حيث سيحضر العديد من القادة الأفارقة إلى جانب رئيس وزراء بلجيكا، القوة الاستعمارية السابقة.

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى صعوباتٍ في جدول مواعيد الرئيس، وأبلغت مصادر بقصر الإليزيه مجلة Jeune Afrique بأنَّ فعاليات إحياء الذكرى قريبة للغاية من انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة. وأُوفِد بدلاً من ماكرون عضو برلمان شاب من أصولٍ رواندية.

لكن الروانديين حذرون بعض الشيء، فهناك وعود فرنسية سابقة لم تنفذ

أشاد مارسيل كاباندا (62 عاماً)، الرئيس السابق لجمعية إيبوكا فرنسا، الذي لاقت أسرته كلها حتفها خلال الإبادة، بخطوة تأسيس اللجنة باعتبارها «بادرة قوية».

لكنَّه أعرب عن حذره

فقال: «لقد أُصبنا بخيبة الأمل كثيراً، وتعرَّضنا للخيانة كثيراً». إذ اتضح أنَّ وعداً قطعه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند في عام 2015 لفتح الأرشيف الفرنسي المتعلِّق بالإبادة الجمعية كان مُخيِّباً، ولم يُحقق ما كان مُنتظراً.

مراجعة أرشيف 4 سنوات سيستغرق عامين لفَهم كافة التفاصيل المتعلقة بالمذبحة

وقالت الرئاسة إنَّ المؤرخين سيستغرقون عامين لمراجعة كامل الفترة الممتدة بين عامي 1990 و1994 لـ «الإسهام في فهمٍ ومعرفةٍ أفضل للإبادة الجماعية للتوتسي». وأضافت أنَّ عمل اللجنة سيسهم في تحديد الطريقة التي تُدرَّس بها الإبادة الجماعية في المدارس الفرنسية.

وتأمل فرنسا أن تنهي تلك الخطوات 25 عاماً من انعدام الثقة والاتهامات المتبادلة مع رواندا.

ونفت فرنسا بشدة تورّطها في الإبادة الجماعية، وأصرَّت على أنَّ الجنود الفرنسيين المُفوَّضين من الأمم المتحدة في رواندا، في الأسابيع الأخيرة من الإبادة، حاولوا تجنُّب أكبر قدر ممكن من إراقة الدماء.

أما عن الاتهامات الموجهة لباريس بشأن المذبحة فهي على أقل تقدير قامت بغض الطرف عما يجري

إذ قال الجنرال المتقاعد جان فاريت، الشهر الماضي مارس/آذار، إنَّ فرنسا كانت مخطئة بعدم تحرُّكها، على الرغم من الإشارات الواضحة على أنَّ نظام الهوتو كان يستعد لإبادة جماعية.

وروى الجنرال فاريت كيف أنَّ الكولونيل بيير سيليستين رواغافيليتا، قائد قوات الدرك الرواندية، قال له: «إنَّني أطلب أسلحة، لأنَّني سأشارك مع الجيش في تصفية المشكلة. المشكلة بسيطة جداً: التوتسي ليسوا كثيرين للغاية، سنُصفِّيهم».

وقال الجنرال لإذاعة فرنسا إنَّه حين نقل الطلب المُروِّع لرؤسائه في باريس «لم يُنصِت أحد».

وقال فابريس تاريت، الرئيس المشارك لجمعية «Survie»، وهي جمعية تضغط باتجاه تغيير السياسة الفرنسية في إفريقيا: «ما نريده أكثر من زيارة ماكرون، هو أن تعترف أعلى السلطات الفرنسية أخيراً بأنَّه كان هناك دعم بصور مختلفة من جانب الدولة الفرنسية للقوات التي ارتكبت الإبادة الجماعية».

جديرٌ بالذكر أنَّ العلاقات الفرنسية الرواندية وصلت إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.

ففي عام 2006، أوصى قاضٍ فرنسي أن تُقدِم محكمة تدعمها الأمم المتحدة على محاكمة الرئيس كاغامي، على خلفية قتل الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا عام 1994، وهو هوتو معتدل أشعل مقتله بداية الإبادة الجماعية.

ورداً على ذلك، قطع كاغامي، الذي قاد قوة الثوار التوتسي لإطاحة نظام الهوتو الذي ارتكب الإبادة الجماعية، العلاقات مع فرنسا لثلاث سنوات.

وذاب جليد العلاقات إلى حدٍّ ما عام 2010، حين أقرَّ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بارتكاب فرنسا «أخطاء تقديرية خطيرة» في رواندا، ولو أنَّه لم يعتذر.

وسيطلق كاغامي أسبوعاً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية و100 يوم من الحداد الوطني، غداً الأحد 7 أبريل/نيسان، اليوم الذي بدأت فيه الإبادة، بإشعال شعلة تذكارية في نُصب كيغالي لذكرى الإبادة الجماعية، حيث يُعتقَد أنَّ أكثر من 250 ألف ضحية مدفونون هناك.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات