شنت أوساط إسرائيلية حملة تحريض واسعة ضد أستاذة جامعية فلسطينية عقب محاضرة لها عن الاستيطان الإسرائيلي.
وحملت وسائل إعلام وأوساط سياسية في "إسرائيل" على البروفيسورة نادرة شلهوب– كيفوركيان وهي رئيسة الهيئة الإدارية لمركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، في أعقاب محاضرة لها حول المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي الذي يقوم على استيطان المكان، وانتهاك حياة الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عمومًا وفي القدس خصوصًا.
واعتبر مركز "مدى الكرمل" في بيان صادر عنه الحملة جزءًا من ملاحقة الأصوات العالمية عمومًا، والفلسطينية خصوصًا التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني، وتحاول تفكيك المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي والصهيونية عبر دراسات أكاديمية ونظرية جادة، تكشف الجرائم التي قام بها ولا يزال يقوم بها هذا المشروع تجاه الأرض والإنسان في فلسطين.
والبروفيسورة نادرة شلهوب-كيفوركيان أستاذة بارزة في الجامعة العبرية وفي جامعات عالمية وتعتبر إحدى الباحثات الرائدات على المستوى الدولي في دراسة الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال، ومنظومة الاستعمار الاستيطاني، بما في ذلك حقوق الأطفال تحت الاستعمار، وتعتمد في دراساتها على لقاءات تجريها مع الناس، علاوة على تطوير منظومات نظرية جديدة في هذا الحقل المعرفي.
وكانت كفيوركيان ألقت محاضرة في جامعة كولومبيا في نيويورك حول حياة الفلسطيني اليومية، لا سيّما الأطفال تحت الاحتلال، عرضت خلالها نتائج أبحاثها حول الموضوع.
ووفق البيان، أوضحت المحاضرة الفلسطينية القمع الذي يتعرض له الإنسان الفلسطيني من طرف آلة الاحتلال الإسرائيلية العسكرية والأمنية والاستعمارية-المدنية، من خلال استحضار صوت الفلسطيني في هذا الواقع، وتحليله ضمن منظومات نظرية تتعلق بمفاهيم الاستعمار الاستيطاني.
كما أكدت على دورها الأكاديمي في نقل الحقيقة، ودورها الإنساني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خلال المعرفة الجادة، عبر تفكيك أدواته وسياساته.
في أعقاب ذلك، تعرضت إلى حملة شعواء من التحريض عليها، من وسائل إعلام وسياسيين إسرائيليين، طالبوا بمحاسبتها وحتى إقالتها من الجامعة، فضلا عن تنصل الجامعة العبرية من الوقوف أمام حقها في الحرية الأكاديمية وحرية التعبير.
وتابع المركز: "إننا نؤكد في مركز مدى الكرمل أن هذه الحملة تستهدف أولا الحرية الأكاديمية وحرية التعبير عن الرأي، وتستهدف كل أكاديمي حر له الحق الكامل في نشر معرفته الأكاديمية، فضلاً عن الاستهداف لكل صوت يعارض المشروع الاستعماري-الاستيطاني، خاصة الأصوات الأكاديمية في الجامعات الإسرائيلية والولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد "وقوفه إلى جانب الزميلة نادرة ضد هذه الحملة، وطالب الجميع باتخاذ موقف داعم للحرية الأكاديمية، ودعم الأصوات المناهضة للمشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين".
وكانت الجامعة العبرية في القدس المحتلة قالت في بيان لها الأحد، إن "أقوال البروفيسورة التي تعمل لديها وزعمت أثناء محاضرة لها في الولايات المتحدة أن إسرائيل تجري تجارب على الأطفال الفلسطينيين مع أنظمة أسلحة جديدة، من أجل المساعدة في زيادة مبيعات الأسلحة الدولي، لا تمثل الجامعة".
واستذكرت أن البروفسورة كيفوركيان، أشارت في محاضرتها إلى روايات أطفال في القدس المحتلة تحدثوا عن استخدامهم كفئران تجارب للأسلحة الإسرائيلية.
وشنت إذاعة جيش الاحتلال حملة على المحاضرة الفلسطينية واعتبرت أقوالها محاولة لنزع شرعية "إسرائيل" في العالم بالتحريض.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات