قال الشيخ رائد صلاح "إن التهم الموجهة إليّ تمثّل تحريضا عليّ وعلى المجتمع الفلسطيني وثوابته العروبية والإسلامية، وفيه محاكمة للقرآن والسنّة.
وأضاف الشيخ صلاح خلال الإدلاء بشهادته في محكمة "الصلح " بحيفا صباح اليوم الأربعاء متحدثا لأول مرة منذ اعتقاله واسكاته عنوةً، ردًا على لائحة الاتهام المزعومة الموجهة اليه من النيابة العامة الإسرائيلية وسط حضور لفيف شعبي وجماهيري واسع، أضاف أن كل مراقب للملف ولما سبقه يرى فيه نتيجة لسلسة التحريض الرسمي ضدي وضد قياداتنا وضد جماهيرنا من قبل القيادات الرسمية الاسرائيلية.
وأكمل قائلا:" كلي قناعة ان إطالة الفترة في هذا الملف، هدفها جذب الاعلام الى ملف مصطنع وصرفه عن قضايا الفساد التي طالت في حينه نتنياهو ودرعي ولا تزال حتى هذا اليوم، كذلك اؤكد أن الهدف من هذا الملف هو محاولة تحميلي فشل السياسة الاسرائيلية وقراراتها الغبية في علاج ازمة البوابات الالكترونية، ولي حديث طويل سيمتد لساعات حول كل بند منها، انتصارا للحق.
وحين طُلب منه التعريف عن نفسه، قال:" اعتبر نفسي بكل تواضع قارئا متواصلا اقرأ كل يوم كواجب الطعام والشراب ألّفت حتى الان اكثر من ١٠ كتب، نظمت حتى الان ٤ دواوين شعر، من هواياتي المحببة الرسم الواقعي التجريدي، ولكن لا اعرض ذلك للبيع، شغلت مناصب كثيرة قبل ان اتحدث عنها، تعاملت معها بأمانة سأسأل عنها امام الله قبل ان يسألني عنها الناس".
وأضاف:"كنت رئيسا لبلدية ام الفحم لـ 3 دورات متتالية منذ عام 1989 وحتى 2001، وكنت انجح في كل مرة بنسبة 74% وأكثر، واعتقد ان هذه كانت مهمة ثقيلة، خلال اشغالي لمنصب رئيس البلدية شغلت منصب نائب رئيس اللجنة القطرية للسلطات العربية ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا، كذلك شغلت منصب رئيس الحركة الاسلامية حتى ١٧/١١/٢٠١٥ حتى تم حظرها على يد السلطات الاسرائيلية، وشغلت منصب رئيس لجنة الحريات- احدى لجان المتابعة- بقيت عضوا في لجنة المتابعة، وكنت في سنوات ماضية عضوا في المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة، الذي يشغل رئاسته شيخ الازهر الشريف، كنت عضوا فيه حتى تم حظره اسرائيليا، قبل اعتقالي كنت اشغل منصب رئيس لجنة افشاء السلام كان هدفها مكافحة العنف في الوسط العربي، خلال رئاستي لها نجحنا بإقامة ٤٣ لجنة محلية في القرى والمدن العربية، كنا على وشك اقامة لجان افشاء السلام في القرى الدرزية مثل دالية الكرمل، وضعنا برنامج عمل لهذه اللجان لمحاصرة العنف في وسطنا العربي.
وحول لجنة المتابعة العليا قال شيخ الأقصى:" لجنة المتابعة في وسطنا العربي تحاول أن تعالج القضايا الهامة وتجد لها الحلول، تحاول ان تتصدى لمظاهر ظلم السياسة الاسرائيلية، مثل مصادرة الاراضي وهدم البيوت الذي تطور الى هدم قرى كاملة، من لم يسمع عن هدم العراقيب 138 مرة والتي زاد الظلم عليها عندما حكم بالسجن على شيخها الشيخ صياح الطوري وهو يقضي الان محكوميته في سجن "معسياهو".
وتابع:" لجنة المتابعة تعمل كذلك على دعم مسيرة السلطات المحلية التي ما تزال تعاني من التمييز في ميزانياتها وعدم اعطائها تكافؤ فرص مع مثيلاتها اليهودية، وهذا جرّ إلى مشاكل في الخرائط الهيكلية والتفصيلية ومشاكل في شبكة المواصلات الداخلية في كل البلدات العربية، في المدارس حيث الغرف المستأجرة وازدياد نسبة البطالة، لقد تراكمت مظاهر الظلم الاسرائيلية وكان من نتائجها أيضا مشكلة العنف التي نراها في البلدات العربية. كل هذه الهموم هي عبارة عن المقاصد العادلة التي تسعى لجنة المتابعة لعلاجها، هذا من الطبيعي وواقع الحال يؤكد ذلك".
في ردّه على سؤال محامي الدفاع حول واقعة اطلاق النار في الاقصى بتاريخ 14/7/2017، أجاب الشيخ رائد: أرجو ان يتحمل الجميع الجواب حول هذا السؤال والأسئلة القادمة، وأعدكم أن اختصر قدر الإمكان، لا سيّما وأنني أجلس الآن لأتكلم وقد مضى علي حتى الآن 18 شهرا وأنا سجين، إمّا في سجن أو في حبس منزلي، وعليه أقول بناء على قناعتي أن كل ما اتهم به هو وهم وتضليل وتحريض".
وأردف قائلا:" بخصوص ما حدث في الأقصى بتاريخ 14/7/2017، أولا أنا أنكر رواية قوات الاحتلال حول الواقعة وحول ما حصل في هذا التاريخ في المسجد الأقصى المبارك، لقد سمعنا عن هذه الرواية في وسائل الاعلام وانا انكر هذه الرواية عن سبق اصرار، كلمة القدس والاقصى ليست اشارة للمكان، انما هو اسم الهبة والتي جرت في الداخل الفلسطيني وأدت لاستشهاد ١٣ من ابنائنا (ذكر الشيخ رائد أسماءهم جميعا أمام المحكمة "المحرر")، حتى الآن نسأل كيف قتل أبناؤنا ومن قتلهم؟ وكيف إلى الآن الحقيقة ضائعة؟ الشيء الوحيد الذي يروّج له هو ادعاء الشرطة أنها كانت تدافع عن نفسها، وهذا كذب مطلق، تكّذبه قصة كل شهيد من هؤلاء، هذا مثال على الظلم وقع عام 2000، بعد ذلك صبت مياه كثيرة في هذا المجرى، فما حدث عام 2000؟ لقد اقتحم شارون الاقصى، وكان واضحا لكل مسلم وعربي وفلسطيني وعاقل في العالم يهودي أو غيره، أن اقتحام شارون للأقصى أدى إلى التوتر في المسجد الاقصى، وبناء على ذلك الحديث ولأن الأقصى جزء من عقيدتنا وآية في القرآن الكريم والأحاديث النبوية تحدثت عنه، فلقد آذانا جدا اقتحام شارون للأقصى، ووقعت اثر ذلك مظاهرات مسؤولية من قبل لجنة المتابعة العليا، وكنت عضوا فيها ورئيسا لبلدية أم الفحم حينها. وكانت مظاهرة في ام الفحم وكنت أسير فيها، وكذلك في البلدات العربية، وقتل في المظاهرات 13 من أبنائنا وأصيب المئات.
وتابع صلاح:" لذلك اقول يجب ان نؤكد انكار رواية الاحتلال الاسرائيلي حول ما وقع في الأقصى في تاريخ 14/7/2017، ولا زلت اؤكد وجود أمثلة كثيرة كذبت فيها رواية الشرطة الاسرائيلية، مثل روايتها بخصوص الشهيد خير الدين حمدان من كفر كنا، ادعت الشرطة رواية كاذبة، وأثبت فيديو وثّق مقتل الشهيد كذب رواية الشرطة. ولذلك بعد ان قررت ماحش اغلاق الملف قررت المحكة العليا اعادة فتح الملف.
اعطي مثالا آخر، هو الشهيد يعقوب ابو القيعان، في البداية خرج وزير الشرطة والمفتش العام للشرطة في رواية كاذبة، في نهاية الامر كذّب القضاء هذه الرواية."
وأكمل :" الى جانب ذلك قبل سنتين استشهد شاب في يافا أيضا، وخرجت رواية كاذبة للشرطة، بعد هذه القصة استشهد شاب في كفر قاسم قتلته الشرطة، وحاولت ان تغطي الجريمة برواية كاذبة. هذه أمثلة تؤكد لي انه لم يعد غريبا الكذب في الروايات من عناوين مسؤولين كثر في الشرطة الاسرائيلية بما في ذلك الوزير والمفتش العام ولذلك من الطبيعي ان تصدر هذه الرواية التي اكذبها حول ما جرى في الأقصى بتاريخ 14/7/2017.
ودعا الشيخ رائد صلاح الى "اقامة لجنة تحقيق نزيهة حتى نعرف الحقيقة، ماذا جرى في الاقصى، حتى الان لا احد يعرف ما جرى في الاقصى الا مجموعة قليلة من الشرطة يتسترون على الحقيقة ويروجون رواية أخرى، لست وحدي انكر الرواية، انما كل شعبنا على مستوى القيادة والجماهير، ثم اقولها صراحة لا يوجد لي تهمة شخصية ضد احد، لكن يجب ان تنتصر الحقيقة، لقد زادت قناعتي بإنكار رواية الشرطة بعد ان لم تقدم النيابة اي دليل على رواية قوات الاحتلال حول ما حدث في ذلك التاريخ في المسجد الأقصى، واقصد النيابة التي تجلس معنا هنا. واضح جدا أن النيابة انتهت من عرض شهودها ولم تقدم أي دليل، الشيء الوحيد المؤكد هو أن قوات الاحتلال قتلت 3 شبان من أم الفحم، اسم كل واحد منهم محمد، هذا ما قلته في التحقيق."
ووجه طاقم الدفاع بسؤال للشيخ رائد صلاح " ماذا تقول عن كتاب "شريعة الملك"؟
أجاب الشيخ رائد: الذي اعرفه انه كتب على يد "ربانيم٢ يسكنون في "يتصهار" وهم في هذا الكتاب اصدروا احكاما وادعوا انهى باسم الشريعة اليهودية. أنا لم اقرأ الكتاب واتمنى ان تقع نسخة منه معي، ولكن قرأت مقالات عنه وتقتبس مقاطع منه، هذه المقاطع فحواها ابشع ما يمكن ان يتخيله الانسان لدرجة ان الانسان قد يتساءل هل فعلا من الممكن ان يصدر هذا الكتاب عن اي انسان وبالذات عن رجال دين يدعون انهم يكتبون باسم الشريعة اليهودية!!".
وتابع:" صدمت بهذه الكتابات ويكفي ان اقول إن جزءا منها يجيز قتل الاطفال، لا اشك أن هذا قول بشع تزداد بشاعته اذا كان باسم الدين ولذلك وجدت في هذه الاقوال مصدرا للتحريض واشاعته واشاعة الارهاب وشرعنة قتل الابرياء وان كانوا اطفالا، لذلك انا شخصيا أرى بهذا الكتاب مصادما لكل القيم والرسالات السماوية الحقيقية التي جاء بها سيدنا موسى عليه السلام والتي جاء بها سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام.
لقد قرأت مقالات تناقض ما جاء بها أنبياء الله جميعا، ومن وصايا سيدنا موسى لبني اسرائيل التي تسمى الوصايا العشر لا تقتل فكيف تجيز قتل الأطفال؟!، أريد ان اضيف أن الذي صدمني اكثر هو قرار المحكمة العليا عندما بحثت في هذا الكتاب وقالت إنه يجب نستمع الى بعض حتى وان اختلفت آراؤنا حتى نتعرف على بعض، ولكن تحت هذا الغطاء تم تمرير الدعوة الى التحريض والى الارهاب وشرعنة القتل. تحت هذا القول هذا يعني ان هناك غطاء الى التحريض على الارهاب والقتل عند اصحاب هذا الكتاب ومن يؤمن به.
وحول البند الثالث من لائحة الاتهام حول تطرق الشيخ الى الحركة الاسلامية التي أخرجت عن القانون، قال الشيخ رائد صلاح: أخطر شيء على العدالة هو أن تعرض نصف الحقيقة، ففي هذا ظلم كبير، لذلك عندما نقول "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" هذا حق، ولكن إن جاء محرّف وقال "ولا تقربوا الصلاة" وألغى القسم الآخر يكون قد زيّف الحقيقة حتى وان ادعى ان هذا جزء من القرآن. صحيح أنني قلت إن الحركة الاسلامية كانت وستبقى، ولكن لم أقصد الحركة بالمعنى التنظيمي، وانما كان المقصود مجموعة الثوابت والمبادئ التي مصدرها القرآن والسنة، والتي لا يمكن في يوم من الايام حظرها، نعم يمكن حظر تنظيم ولكن لا يمكن حظر مبادئ وثوابت، (المدعية تزعم أن الشيخ رائد يقرأ من ورقة، والشيخ يرفض مزاعمها ويؤكد ان ما يقرأه هو رؤوس أقلام، وطلب من القاضي أن ان يواصل حديثه). ويكمل الشيخ رائد: من يتوهم أنه يمكن أن يحظر مبادئ وثوابت القرآن الكريم والسنة كأنه يدّعي أنه يريد أن يحظر الاسلام، لقد كان حظر الحركة الاسلامية كتنظيم وليس الثوابت والمبادئ. ولقد ذكرت أمثلة على ذلك حين تحدثت عن مؤسسة حراء لتحفيظ القرآن الكريم، لكن النيابة العامة أتت بنصف الكلام ولم تأت بالأمثلة وما يدلل على المقصود، ومؤسسة حراء هي جمعية أهلية مستقلة لم تكن ترتبط بالحركة الإسلامية، وكان يعلم الجميع من خلال ما يكتب عنها أن مهمتها هي تحفيظ القرآن للأطفال، وما عرفته أنا شخصيا قبل حظرها من خلال ما كتبت عن نفسها انها استقطبت 12 ألف طالب حتى تحفظهم القرآن، فإذا جرى حظر تنظيم اسمه "حراء" لا يمكن حظر رسالة حراء وهي تحفيظ القرآن الكريم، فذهب التنظيم ولكن الرسالة بقيت. هذا مثال بسيط حتى يفهم كل عاقل سواء كان معي او ضدي ماذا قصدت عندما قلت الان بدأت الحركة الاسلامية، وستبقى بالضبط كالمثال الذي ضربته عن حراء، نعم قلت ذلك واؤكد ان الحركة الاسلامية المحظورة اسرائيليا لم تكن مبادئها وثوابتها شخصية حتى تتوقف مع حظرها، كانت تؤمن بأركان الاسلام الخمسة وباركان الايمان الستة وستبقى تؤمن بأركان الاسلام، كانت تؤمن ان الصلاة عمود الدين وستبقى تؤمن أن الصلاة عمود الدين، كان هناك تأكيد ان مبادئ وثوابت الاسلام ستبقى ثوابت ومبادئ الاسلام، بعد حظر الحركة الاسلامية. يشار الى أن هذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها الشيخ رائد “هيئة المحكمة” لتفنيد مزاعم النيابة ضده، منذ اعتقاله في 15/8/2017. حيث تعمّدت مصلحة السجون اسكات صوته منذ فترة طويلة ومنعه من التصريح لوسائل الاعلام خلال جلسات المحكمة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات