يا محاسن الصدف ....

احياناً تواجه ظروفاً تسير على نحو مغايير لما كنت تخطط له ، ففي بعض الاحيان قد تعطي وقتاً محددا لتنجز امراً ما فاذا بالظروف التي قدرتها لهذا الامر تتغير فيتبع ذلك احداث لم تكن تتوقعها ولربما قد سخرك الله في هذه اللحظة لكي تكون سبباً لشيء اخر ولربما تكون سبب منفعة لك ولغيرك .

بينما كنت اسير في ازقة اسطنبول انا واحد الاصدقاء اخذنا الحديث وغيرنا مسارنا ودخلنا طريقاً غير الذي كنا نسلكه في طريق عودتنا ، ومع دخولنا هذا الطريق واذا بي المح شخصاً ملقى على الارض وقد اصابه الصرع فهرولنا اليه سريعاً ، كان الشخص وحيدا في هذا الطريق وكنا اول من وصل اليه ، كان التشنج يبدو عليه في ارتعاشه، قبض اسنانه وانفاسه الثقيله.

حمدت الله اني وصلت في هذه اللحظة، بدايةً تأكدت من خلو المجرى التنفسي من اي عائق يغلق مجراه التنفسي ولكي امنع اغلاق المجرى التنفسي اخذته على جانبه حتى يتمكن من اخراج الافرازات التي قد تسبب في اغلاق مجراه التنفسي وتأكدت من وجود النبض ، ومع وصول قريبة المصاب بعدنا بلحظات وهي تصرخ "مصطفى مصطفى" وقد بانت عليها علامات الذعر طلبت منها ان تتصل بالاسعاف وهدأت من روعها.

في هذه اللحظه اجتمع الناس فطلبت من احدهم ان يثبت راس المريض وان يحافظوا على هدوءهم حتى لا يسبب الازعاج تشنجات اخرى للمصاب وطلبت من الشخص الذي حاول ان يسكب المياه على وجه المصاب بان لا يفعل ذلك منعا لاي حافز قد يسبب تشنجاً اخر .

مع وصول الاسعاف حملنا المريض الى السرير وغادرت الاسعاف وانا وصديقي نتبادل النظرات باستغراب كيف قدمنا الا هذا المكان وما الذي كان سوف يحصل لو لم نمر من هناك وبقى الشخص ممددا في الطريق حتى قدوم من لا يستطيع مساعدته.

حمدت الله كثيرا على ما اكسبني من العلم فكم من الجميل ان تكون سبباً في انقاذ شخص لربما سخرك الله لتنقذه في موقفه هذا فالحمد لله حمداً كثيراً طيبا.