| 18 أيار 2024 | 10 ذو القعدة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

الأب الرجل الأول في حياة البنت.. صلة دم وحنان وحب غير مشروط

  2020/10/12   14:17
   لاريسا معصراني- بيروت (الجزيرة نت ) / (غيتي)
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

تعلق الطفلة بأبيها أمر ملحوظ في معظم المجتمعات، وتظهر معالمه جلية في ميل الأب لتدليل ابنته وفرض الشدة والقسوة على ابنه كي ينشأ رجلا شجاعا، مسؤولا وقادرا على مواجهة الصعوبات.

وتحظى الفتاة بمعاملة خاصة من والدها، لذا نراها تلجأ إليه في أوقات الضعف والحاجة، تلقي بين ذراعيه إحساسًا بالحماية والدفء، فتنشأ بينهما علاقة وطيدة لا تشوبها شائبة، علاقة حب من نوع آخر، رابط مقدس يقرب الابنة من أبيها.

فالأب يعتبر ابنته مثل أمه في بعض الأحيان لإحساسه بأنها تحنّ عليه وتهتم لأمره وتسأل عنه، ويرى فيها أحيانًا أخرى الأخت الغالية التي يبوح لها بهمومه، سواء كانت من داخل الأسرة أو من خارجها، بل ويجد فيها إخلاص الصديق الذي يضمد جراحه التي يعاني منها؛ ومع ذلك فهذا لا يعني أن كل الآباء يتعاملون بالمنطق نفسه مع بناتهم، والعكس صحيح.

"والدي أفضل رجل في العالم"
إيلينا الشمالي تصف علاقتها بوالدها "بالمتينة جدًّا"، فهي متعلقة به وتعتبره بطلها والرجل المثالي في حياتها، وهو في نظرها أفضل رجل في العالم، ولا شيء يمكن أن يزعزع هذه الفكرة، لذلك عندما اختارت شريك حياتها وجدت فيه كل الصفات المتواجدة في والدها، وهذا ما دفعها للإعجاب به أكثر، معتبرة أنها أحسنت اختيار الشريك الذي يناسبها وينسجم مع تطلعاتها.

وحسب الشمالي، فإن طبيعة علاقة الفتاة تبدأ من مرحلة الطفولة مع أبيها، ويمكن أن تحدد معالم شخصيتها مع دخولها مرحلة المراهقة ومن ثم النضج؛ فهي في مرحلة مراهقتها وجدت نفسها قريبة جدًّا من والدها، لأنها نفسيا بدأت تتشكل كامرأة وتريد أن تتعرف على الجنس الآخر بشكل أكبر.

ويكون أول من تقابل في حياتها الأب، مما يجعل علاقة الأب بابنته في تلك الفترة مهمة جدا، لأنها تتحكم في مدى توازنها النفسي. وهذا ما جعلها واثقة من ذاتها ومن خطواتها، وصارت أكثر قدرة على مواجهة الحياة وهي متزنة نفسيًّا.

وتنهي حديثها للجزيرة نت مؤكدة أنه بين الأب والبنت علاقة حب جميلة تجسدت في مشاعر دافئة، ويكون الأب صديقا عزيزا لابنته أكثر من علاقة الابنة مع أمها؛ فهي عانت قليلاً في مرحلة المراهقة من عدم القدرة على التفاهم مع والدتها التي كانت تعتمد أسلوب الحسم والموعظة المباشرة، على عكس والدها الذي كان حنونًا وعاطفيًّا ومستعدا للنقاش والتفاوض للوصول إلى حلول ترضي كل الأطراف.

خسارة والدي كانت فاجعة
وتستذكر رشا سلمان والدها المتوفي منذ سنوات بحسرة وحزن وألم، متحدثة عن أهمية تلك العلاقة في حياتها اليومية، وتقول للجزيرة نت "كان والدي يهتم جدًّا بإكمالي الدراسة الجامعية والدراسات العليا بعد التخرج، فقد حرص على مرافقتي عند التسجيل في الجامعة، ولم يمنعني من اختيار التخصص الذي أرغب في دراسته، فوالدي كان صديقا لي في أغلب الأوقات، فيتصل بين الحين والآخر للاطمئنان عليّ، وذلك بحكم تواجدي في السكن الخاص بطالبات الجامعة".

وتبين للجزيرة نت أنها علاقة مبنية على التفاهم والثقة، فهو عاملها على أساس أنها إنسانة مستوعبة لأمور الحياة، "لم يفرض رأيه عليّ ولا على شقيقي، كان لينًا، حنونًا، ودودًا وغير متسلط. كنت أشعر بالدفء والأمان والحب إلى جانبه، لذلك كانت خسارته فاجعة بالنسبة لي، وتأثرت كثيرا لغيابه، وما زلت أشتاق إليه وأتوق لسماع صوته وهو ينصحني ويرشدني للقيام بالأمر الصائب".

وتقول للجزيرة نت إنها امتنعت عن الحديث مع أي شخص طيلة سنة كاملة، وأمضت فترة تخبط في مشاعرها لإحساسها بأنه لا يوجد من تحتمي به أو يدافع عنها.

وتنهي بالقول "الحمد لله والدتي وشقيقي الصغير ساعداني كثيرا على تخطي الحزن والتكيف مع الوضع الجديد وتعزيز الشعور بالأمان العاطفي، والإحساس بأننا عائلة واحدة متماسكة محبة، فأمي كانت متفائلة وشجاعة وعقلانية، دفعتنا لنكون أبناء متفائلين وناجحين في حياتهم، ولديهم نظرة إيجابية للمستقبل، ولعبت دورا مهما جدا في أن يبقى طيف والدي موجودا بصورة إيجابية".

لا تزال تخشى تسلط والدها
ليلى غانم لا تزال تخشى تسلط والدها، رغم زواجها وتأسيس عائلتها الخاصة، فهي لا تنسى القواعد الصارمة التي كان يتبعها معها ومع أخواتها، ويقول لهم ما الذي يجب عليهم القيام به، وإذا لم يفعلوا ذلك يعاقبهم؛ لذلك كانت تتهرب من قسوته واضطهاده، حتى لا تعاني من التأنيب والقصاص.

وحسب غانم، فهي افتقدت الحنان والمودة والأمان مع والدها، لكنها راضية بأنها وجدت السند الحقيقي لها مع زوجها الحنون والرائع في معاملته معها ومع أولادهما.

الأب الرجل الأول في حياة البنت
الاختصاصية في علم النفس العيادي فاتن زين الدين تفسر علاقة الأب بابنته بأنها "صلة دم واسم"، هذا أول ما يقدمه الأب لابنته قبل أن تكتشف الأخيرة إذا كان "الأب" سيكون سببا أساسيًّا في حب ذاتها وحب الآخر أو العكس.

فعلاقة الفتاة بوالدها علاقة أساسية في تكوين نظرة الفتاة تجاه الرجال عامةً، إذ إن "الأب" هو "الرجل الأول في حياة البنت"، وهو "المرآة الأولى لانعكاس أنوثتها وهويتها كامرأة، ومدى ثقتها في ذاتها من هذه الناحية".

وتكمل شرحها للجزيرة نت موضحة أن حضور الأب في حياة ابنته منذ الطفولة له تأثير كبير في التركيبة النفسية لشخصية الفتاة، إذ إن تقديرها ذاتها يكون عاليًا، ويتسم سلوكها بالتوازن في التعامل مع الجنس الآخر.

غياب الأب أو حضوره السلبي
أما غيابه أو حضوره السلبي في حياتها فيؤدي إلى آثار سلبية في تركيبتها النفسية، وينعكس ذلك في سلوكها -ربما العدواني- تجاه الجنس الآخر، والشعور بالحرمان العاطفي والبحث عن تعويض هذا الحرمان، وتدني تقدير الذات؛ مما قد يؤدي إلى تدني النجاح والإنجاز في الحياة الدراسية أو المهنية.

وحسب زين الدين، فالأب الذي يعطي الثقة لابنته ويشجعها على تحمل المسؤولية ويشبعها عاطفيا بعيدا عن الدلال المرضي الذي قد يجعلها دائمة الطفولية في أولوياتها، وتستطيع أن تكون فتاة سوية، حيث يكون الحب والاحترام والحنان من أولوياتها في شريك حياتها، حيث يشبه أباها أو يكون امتدادا لصورة الرجل البطل في حياتها.

أما في حال الحضور السلبي للأب، فإنها غالبا تحاول أن تختار رجلا لا يشبه أباها، أو بالأحرى يكون نقيضا له، لأنها تبحث في علاقتها مع الزوج عن صورة (نظرة ذاتية) لم تحصل عليها من خلال والدها. وقد يحدث أن تفشل الفتاة في علاقاتها العاطفية لأنها تبحث عن عاطفة واهتمام الأب من خلال شريك حياتها الذي تختاره، وهذا الشريك لا يريد أن يلعب دور الأب في حياتها.

أهمية العلاقة من الناحية الدينية
بعدما كان وأد البنات سائدا في الجاهلية، جاء الإسلام وحرم ذلك، بل إنه كرّم المرأة ورفع شأنها، وفي الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) قدوة حسنة، ومن أجمل الأمثلة على علاقة الأب بابنته هي علاقته (صلى الله عليه وسلم) بابنته فاطمة، كاعتراف بأهمية هذه العلاقة من الناحية الدينية.

لذلك يبقى النمو والنضج العاطفي السليم يحتاج دائما إلى الثلاثي الأساسي النفسي: أب، وأم، وطفل؛ فالوجود الأبوي الإيجابي مهم جدًّا ضمن منظومة العائلة التي تحافظ على دور كل منهما "الأم والأب".


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات