يوم حذِر في غزة بعد ليلة عدوان خلّفت دمارًا

استفاق سكان قطاع غزة المحاصر من ليلة قصف إسرائيلية عنيفة على دمار كبير في منازل مواطنين ومؤسسات حكومية وأهلية تحوّلت إلى أكوام من الركام بالإضافة إلى احتراق مساجد واستهداف أراضٍ زراعية.

وبدأ الجيش الإسرائيلي بشن سلسلة غارات عنيفة على عدة أهداف في أنحاء غزة، ردًا على إطلاق صاروخ من القطاع صباح اليوم نفسه سقط شمال مدينة "تل أبيب".

ويسود الهدوء الحذر شوارع القطاع غزة منذ صباح الثلاثاء عقب ليلة عدوان شنّ خلالها الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مناطق متفرقة من القطاع استمرت حتى فجر الثلاثاء، رغم الإعلان عن التوصل لتهدئة بين "اسرائيل" وفصائل المقاومة الفلسطينية وجهود مصرية وأممية.

المكتب الإعلامي الحكومي أفاد موقع "رِواق" بإحصائية أولية حول الأماكن التي تم استهدافها خلال العدوان، حيث قال: إنه وحتى الساعات الأولى من فجر الثلاثاء شنّت "إسرائيل" أكثر من 50 غارة على مناطق متفرقة من القطاع وأسفرت عن إصابة 10 أشخاص.

وذكر أن الخمسين غارة استهدفت 5 مبانٍ سكنية ومقرات أمنية ومواقع عسكرية وأراضٍ زراعية، موضحًا أن من أبرز المقرات المدنية التي تم استهدافها مقر "شركة الملتزم للتأمين والاستثمار" وهي مؤسسة خاصة، ومقر مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وقصفت الطائرات بصاروخ حربي مبنىً حكومي قرب مبنى قصر الحاكم غربي غزة.

كما قصفت الطائرات الحربية بناية "حسونة" السكنية وبناية سكنية أخرى في حيّ "النصر" غرب مدينة غزة ومدرسة لتعليم قيادة السيارات.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضًا ميناء مدينة خانيونس البحري للصيادين و20 مساحة زراعية في أماكن مختلفة.

وتسبب قصف إسرائيلي باندلاع حريق كبير في مسجد شمالي قطاع غزة فجر الثلاثاء، وذلك لقربه من أحد مواقع المقاومة الفلسطينية التي تم استهدافها.

كما تسبب استهداف إسرائيلي آخر بطائرات حربية باحتراق أجزاء كبيرة من مسجد "عمر بن عبد العزيز" في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث هبت أطقم الدفاع المدني إلى المكان وتمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده.

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية استهدف الاحتلال الإسرائيلي المسجدين شمالي قطاع غزة مما أدى إلى اندلاع حريق كبير ووقوع أضرار جسيمة داخله.

واعتبرت استمرار الاحتلال في سياسة استهداف المساجد جريمة جديدة تُضاف إلى الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

كما أغارت الطائرات الحربية والآليات المدفعية الإسرائيلية على عدد من الأراضي الزراعية في شمالي ووسط وجنوبي القطاع.

وعن المقرات العسكرية، أفاد المكتب الإعلامي أن الغارات استهدفت نحو 9 مواقع عسكرية تابعة لفصائل المقاومة موزّعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وتضرر عدد من المؤسسات الأهلية من القصف الإسرائيلي خاصة مجمع بادر الذي تضرر بشكل جسيم ما تسبب بوقف الأنشطة والفعاليات والخدمات في كافة مرافقه.

حذر وتأجيل فعاليات المسيرات
من جانبه، قال وكيل وزارة الإسكان العامة والأشغال ناجي سرحان لموقع "رِواق" في سؤال عن حجم الخسائر التي سببها العدوان الإسرائيلي: "إنه كبير جدًا لكننا لم ننته من إحصاء المقار والأماكن بعد، وطواقمنا لا تزال تعمل في الميدان لحصر حجم الأضرار ونتائج القصف الأخير".
حكومة تسيير الأعمال برئاسة رامي الحمد الله أدانت عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مؤكدة أن ما يجري استمرار وإصرار على شن الحرب المفتوحة ضد أهلنا وأبناء شعبنا الصامدين هناك.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن "استمرار غارات الطيران الحربي والقصف المتواصل خلال الساعات الماضية وما يقترفه الاحتلال ضد قطاع غزة في ظل الحصار الجائر منذ 12 عامًا، لا يحتمل السكوت عليه من قبل المجتمع الدولي".

وصباح اليوم تعطّلت كافة المدارس والمؤسسات التعليمية في القطاع بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على مواقع بالقطاع، حيث لاتزال الطائرات الإسرائيلية تواصل التحليق بشكل مكثّف في أجواء القطاع، رغم الحديث عن وجود تهدئة بوساطة مصرية تنص على "الالتزام مقابل الالتزام".

وأعلنت هيئة مسيرات العودة الكبرى صباح اليوم توقف كافة فعاليات اطلاق البلالين الحارقة نحو الجانب الإسرائيلي وفعاليات الإرباك الليلي للمستوطنين على حدود غزة وفعالية الحراك البحري نحو "زيكيم" وذلك بسبب الظروف الأمنية الحالية.

ولم يصدر بعد تأكيد من تل أبيب حول وقف إطلاق النار لكن مسؤولاً إسرائيليًا قال للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "كل شيء يعتمد على سلوك حماس".